الثالث: أمين على فرج المرأة، قاله ابن عباس، وحكى يزيد بن رومان ان اسم العفريت كودي، وحكى ابن أبي طلحة أن اسمه صخر، وحكى السدي أنه آصف بن السيطر بن إبليس، والله أعلم بصحة ذلك. قوله: ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه ملك أيد الله به سليمان، والعلم الذي من الكتاب هو ما كتب الله لبني آدم، وقد علم الملائكة منه كثيراً فأذن الله له أن يعلم سليمان بذلك، وأن يأتيه بالعرش الذي طلبه، حكاه ابن بحر. القول الثاني: أنه بعض جنود سليمان من الجن والإِنس، والعلم الذي عنده من الكتاب هو كتاب سليمان الذي كتبه إلى بلقيس وعلم أن الريح مسخرة لسليمان وأن الملائكة تعينه فتوثق بذلك قبل أن يأتيه بالعرش قبل أن يرتد إليه طرفه. والقول الثالث: أنه سليمان قال ذلك للعفريت. والقول الرابع: أنه قول غيره من الإنس، وفيه خمسة أقاويل: أحدها: أنه مليخا، قاله قتادة. الثاني: أنه أسطوم، قاله مجاهد. الثالث: أنه آصف بن برخيا وكان صدّيقاً، قاله ابن رومان. الرابع: أنه ذو النور بمصر، قاله زهير. الخامس: أنه الخضر، قاله ابن لهيعة. و ﴿عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ﴾ هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. ﴿أَنَاْءَاتِيكَ بِهِ﴾ يعني بالعرش. ﴿قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ فيه ستة أوجه: أحدها: قبل أن يأتيك أقصى من تنظر إليه، قاله ابن جبير. الثاني: قبل أن يعود طرفك إلى مد بصرك، قاله ابن عباس، ومجاهد. الثالث: قبل أن يعود طرفك إلى مجلسك، قاله إدريس. الرابع: قبل الوقت الذي تنظر وروده فيه من قولهم: أنا ممد الطرف إليك أي منتظر لك، قاله ابن بحر.