﴿وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً﴾ أي في مسالكها ونواحيها أنهار جارية ينبت بها الزرع ويحيي به الخلق. ﴿وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ﴾ يعني جبالاً هي لها ماسكة والأرض بها ثابتة. ﴿وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَينِ حَاجِزاً﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: بحر السماء والأرض، قاله مجاهد. الثاني: بحر فارس والروم، قاله الحسن. الثالث: بحر الشام والعراق، قاله السدي. الرابع: العذب والمالح، قاله الضحاك. والحاجز المانع من اختلاط أحدهما بالآخر فيه وجهان: أحدهما: حاجزاً من الله لا يبغي أحدهما على صاحبه، قاله قتادة. الثاني: حاجزاً من الأرض أن يختلط أحدهما بالآخر، حكاه قتادة. ﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يعقلون، قاله ابن عباس. الثاني: لا يعلمون توحيد الله، حكاه النقاش. الثالث: لا يتفكرون، حكاه ابن شجرة.
﴿أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون﴾ قوله ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ وإنما خص إجابة المضطر لأمرين: أحدهما: لأن رغبته أقوى وسؤاله أخضع. الثاني: لأن إجابته أعم وأعظم لأنها تتضمن كشف بلوى وإسداء نعمى. ﴿وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون عن المضطر بإجابته. الثاني: عمن تولاه ألاَّ ينزل به. وفي ﴿السُّوءَ﴾ وجهان: أحدهما: الضر.