فكان من لطف الله بموسى أن جعل إلقاء موسى في البحر وهو الهلاك سبباً لنجاته وسخر فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق من بني إسرائيل لأجله وهو في بيته وتحت كنفه. ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾ في قوله: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ﴾ الآية. ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ﴾ يعني من قوم فرعون. ﴿لاَ يَعْلَمُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: لا يعلمون ما يراد بهم، قاله الضحاك. الثاني: لا يعملون مثل علمها.
﴿ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين﴾ قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ فيه تسعة أقاويل: أحدها: أربعون سنة، قاله الحسن. الثاني: أربع وثلاثون سنة، قاله سفيان. الثالث: ثلاث وثلاثون سنة، قاله ابن عباس. الرابع: ثلاثون سنة، قاله السدي. الخامس: خمس وعشرون سنة، قاله عكرمة. السادس: عشرون سنة، حكاه يحيى بن سلام. السابع: ثماني عشرة سنة، قاله ابن جبير. الثامن: خمس عشرة سنة، قاله محمد بن قيس. التاسع: الحلم. قاله ربيعة ومالك.