الثالث: يخرج الدجاجة من البيضة ويخرج البيضة من الدجاج، قاله عكرمة. الرابع: يخرج النخلة من النواة ويخرج النواة من النخلة؛ والسنبلة من الحبة والحبة من السنبلة، قاله ابن مالك والسدي. ويحتمل خامساً: يخرج الفطن اللبيب من العاجز البليد ويخرج العاجز البليد من الفطن اللبيب. ﴿وَيُحْيِى الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ يعني بالنبات لأنه حياة أهلها فصار حياة لها. ويحتمل ثانياً: أنه كثرة أهلها لأنهم يحيون مواتها ويعمرون خرابها. ﴿وَكَذِلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ أي كما أحيا الأرض بإخراج النبات وأحيا الموتى كذلك يحييكم بالبعث. وفي هذا دليل على صحة القياس.
﴿ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ قوله تعالى: ﴿وَمِنَءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً﴾ فيه قولان: أحدهما: حواء خلقها من ضلع آدم، قاله قتادة. الثاني: أن خلق سائر الأزواج من أمثالهم من الرجال والنساء، قاله علي بن عيسى. ﴿لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا﴾ لتأنسوا إليها لأنه جعل بين الزوجين [من] الأنسية ما لم يجعله بين غيرهما. ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ فيه أربعة: أحدها: أن المودة المحبة والرحمة والشفقة، قاله السدي. الثاني: أن المودة الجماع والرحمة الولد، قاله الحسن. الثالث: أن المودة حب الكبير والرحمة الحنو على الصغير، قاله الكلبي. الرابع: أنهما التراحم بين الزوجين، قاله مقاتل.


الصفحة التالية
Icon