﴿وَمَاءَآتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ﴾ أي ثواب الله، وفيها قولان: أحدهما: أنها الزكاة المفروضة وهو الظاهر. الثاني: أنها الصدقة، قاله ابن عباس والسدي. ﴿فَأُوْلَئِكَ الْمُضْعِفُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: تضاعف لهم الحسنات لأن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، قاله السدي. الثاني: تضاعف أموالهم في الدنيا بالزيادة فيها، وقال الكلبي: لم يقل مال رجل من زكاة.
﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين﴾ قوله: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ في ﴿الفَسَادِ﴾ أربعة أقاويل: أحدها: الشرك، قاله السدي. الثاني: ارتكاب المعاصي، قاله أبو العالية. الثالث: قحط المطر، قاله يحيى بن سلام. الرابع: فساد البر: قتل ابن آدم أخاه، وفساد البحر: أخذ السفينة غصباً. ويحتمل خامساً: أن ظهور الفساد ولاة السوء. ﴿فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ هنا أربعة أقاويل: أحدها: أن البر الفيافي والبحر القرى، قاله عكرمة، وقال: إن العرب تسمي الأمصار البحار.