أي لن يتفرقا. ويحتمل وجهاً ثانياً: أنه ما يصدعهم يوم القيامة من أهوال. وفيه قولان: أحدهما: يتفرقون في عرصة القيامة فريق في الجنة وفريق في السعير، قاله قتادة. الثاني: يتفرق المشركون وآلهتهم في النار، قاله الكلبي. قوله: ﴿... فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ﴾ فيه تأويلان: أحدهما: يسوون المضاجع في القبور، قاله مجاهد. الثاني: يوطئون في الدنيا بالقرآن وفي الآخرة بالعمل الصالح، قاله يحيى بن سلام.
﴿ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾ قوله: ﴿وَمِنْءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ﴾ قال الضحاك: بالغيث. ويحتمل وجهاً ثانياً: بخصب الزمان وصحة الأبدان. وقال أُبي بن كعب: كل شيء في القرآن من الرياح فهو رحمة، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب. وقال عبد الله بن عمر: الريح ثمانية، أربعة منها رحمة وأربعة منها عذاب، فأما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر، والعاصف والقاصف وهما في البحر. ﴿وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ﴾ فيه تأويلان: أحدهما: بردها وطيبها، قاله الضحاك. الثاني: المطر، قاله مجاهد وقتادة. ﴿وَلِتَجْزِي الْفُلْكُ﴾ يعني السفن


الصفحة التالية
Icon