﴿دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ يعني موحدين له لا يدعون لخلاصهم سواه. ﴿فَلَمَّا نَجَّاهُم إِلَى الْبَرِّ﴾ يعني من البحر. ﴿فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: معناه عَدل في العهد، يفي في البر بما عاهَد الله عليه في البحر، قاله النقاش. الثاني: أنه المؤمن المتمسك بالتوحيد والطاعة، قاله الحسن. الثالث: أنه المقتصد في قوله وهو كافر، قاله مجاهد. ﴿وَمَا يَجْحَدُ بِئَايَاتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه الجاحد، قاله عطية. الثاني: وهو قول الجمهور أنه الغدار، قال عمرو بن معدي كرب:
(فإنك لو رأيت أبا عمير | ملأت يديك من غدرٍ وختر) |
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ قوله تعالى: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم وَاخْشُوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ﴾ فيه ثلاثة تأويلات: