﴿بَلْ هَوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ﴾ يعني القرآن حق نزل عليك من ربك. ﴿لِتُنْذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ﴾ يعني قريشاً، قاله قتادة: كانوا أمة أمية لم يأتهم نذير من قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
﴿الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم﴾ قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يقضي الأمر، قاله مجاهد. الثاني: ينزل الوحي، قاله السدي. ﴿مِنَ السَّمَآءِ إِلَى الأَرْضِ﴾ قال السدي من سماء الدنيا إلى الأرض العليا وفيه وجهان: أحدهما: يدبر الأمر في السماء وفي الأرض. الثاني: يدبره في السماء ثم ينزل به الملك إلى الأرض وروى عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن سابط أنه قال: يدبر أمر الدنيا أربعة: جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود، وأمَّا ميكائيل فموكل بالقطر والماء، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم. ﴿ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيهِ﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي، قاله يحيى بن سلام. الثاني: أنه الملك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، قاله النقاش.


الصفحة التالية
Icon