الثالث: له الحمد في الآخرة على الثواب والعقاب لأنه عَدْل منه، قاله بعض المتأخرين. ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ يعني الحكيم في أمره، الخبير بخلقه. قوله عز وجل: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وََمَا يَخْرُجُ مِنهَا﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: ما يلج في الأرض المطر، وما يخرج منها النبات، قاله الضحاك. الثاني: ما يلج فيها الأموات، قاله الكلبي، وما يخرج منها كنوز الذهب والفضة، والمعادن، حكاه النقاش. الثالث: ما يلج فيها: البذور، وما يخرج منها: الزروع. ﴿وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: الملائكة تنزل من السماء وتعرج فيها، قاله السدي. الثاني: وما ينزل من السماء: القضاء، وما يعرج فيها: العمل، وهو محتمل. الثالث: ما ينزل من السماء: المطر، قاله الضحاك، وما يعرج فيها: الدعاء. وهو محتمل.
﴿وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد﴾ قوله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ سَعَواْ فِيءَايَاتِنَا﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن سعيهم فيها بالجحود لها، قاله الضحاك. الثاني: بالتكذيب بها.