أحدهما: أن الكسف العذاب قاله السدي. الثاني: قطعاً من السماء ليعلموا أنه قادر على أن يعذب بسمائه إن شاء ويعذب بأرضه إن شاء، وكل خلقه له جند، قاله قتادة. ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: أنه المجيب، قاله مجاهد وعطاء. الثاني: أنه المقبل بتوبته، قاله قتادة، قال الشاعر:

(أناب إلى قولي فأصبحت مرصداً له بالمكافأة المنيبة والشكر)
الثالث: أنه المستقيم إلى ربه، وهو قول الضحاك. الرابع: أنه المخلص للتوحيد، حكاه النقاش.
﴿ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير﴾ قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْءَاتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً﴾ فيه سبعة أقاويل: أحدها: النبوة. الثاني: الزبور. الثالث: فصل القضاء بالعدل. الرابع: الفطنة والذكاء. الخامس: رحمة الضعفاء. السادس: حسن الصوت. السابع: تسخير الجبال له والطير. ﴿يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ﴾ فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: سبحي معه، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة. الثاني: سيرى معه قاله الحسن وهو من السير ما كان في النهار كله أو في الليل كله، وقيل: بل هو سير النهار كله دون الليل.


الصفحة التالية
Icon