ليطلب من درجات الخير أعلاها ولا يحتقر من درجات الشر أدناها، وهو الظاهر من قول علي ابن عيسى. قوله عز وجل: ﴿إنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً﴾ أي بالقرآن بشرى بالجنة. ﴿وَنَذِيراً﴾ من النار. ﴿وَإن مَّنْ أُمَّةِ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ﴾ أي سلف فيها نبي، قال ابن جريج: إلا العرب.
﴿ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور﴾ قوله عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَنْا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا﴾ وفيه مضمر محذوف تقديره مختلف ألوانها وطعومها وروائحها، فاقتصر منها على ذكر اللون لأنه أظهرها ﴿وَمِنَ الْجبَالَ جُدَدٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن الجدد القطع مأخوذ من جددت الشيء إذا قطعته، حكاه ابن بحر. الثاني: أنها الخطط واحدتها جُدة مثل مُدة ومدد، ومنه قول زهير:
(كأنه أسفع الخدين ذو جُدد | طاوٍ ويرتع بعد الصيف عريانا) |