روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه لما نزلت هذه الآية إلى قوله: ﴿ثَمَّ أَنشَأنَاهُ خَلْقَاً آخَرَ﴾. قال عمر بن الخطاب: فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
﴿ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين﴾ قوله: ﴿سَبْعَ طَرآئِقَ﴾ أي سبع سموات، وفي تسميتها طرائق ثلاثة أوجه: أحدها: لأن كل طبقة على طريقة من الصنعة والهيئة. الثاني: لأن كل طبقة منها طريق الملائكة، قاله ابن عيسى. الثالث: لأنها طباق بعضها فوق بعض، ومنه أخذ طراق الفحل إذا أطبق عليها ما يمسكها، قاله ابن شجرة، فيكون على الوجه الأول مأخوذاً من التطرق، وعلى الوجه الثاني مأخوذاً من التطارق. ﴿وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلقِ غَافِلِينَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: غافلين عن حفظهم من سقوط السماء عليهم، قاله ابن عيسى. الثاني: غافلين عن نزول المطر من السماء عليهم، قاله الحسن. الثالث: غافلين، أي عاجزين عن رزقهم، قاله سفيان بن عيينة. وتأول بعض المتعمقة في غوامض المعاني سبع طرائق: أنها سبع حجب بينه وبين ربه، الحجاب الأول قلبه، الثاني جسمه، الثالث نفسه، الرابع عقله، الخامس علمه، السادس إرادته، السابع مشيئته توصله إن صلحت وتحجبه إن فسدت، وهذا تكلف بعيد.