قوله عز وجل: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهذَا فِيءَابَائِنَا الأَوَّلِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: ما سمعنا بمثل دعوته. والثاني: ما سمعنا بمثله بشراً أتى برسالة من ربه. وفي أبائهم الأولين وجهان: أحدهما: أنه الأب الأدنى، لأنه أقرب، فصار هو الأول. والثاني: أنه الأب الأبعد لأنه أوّل أبٍ وَلدَك. ﴿فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾ فيه وجهان: أحدهما: حتى يموت. الثاني: حتى يستبين جنونه.
﴿قال رب انصرني بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين إن في ذلك لآيات وإن كنا لمبتلين﴾ قوله: ﴿وَفَارَ التَّنُّورَ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: تنور الخابزة، قاله الكلبي. الثاني: أنه آخر مكان في دارك، قاله أبو الحجاج. الثالث: أنه طلوع الفجر، قاله علي رضي الله عنه. الرابع: أنه مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لاشتداد الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الآن حَمِيَ الوَطِيسُ) قاله ابن بحر.