الثالث: أنه مقدم ومؤخر معناه نحيا ونموت وما نحن بمبعوثين، قاله ابن شجرة. قوله: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثآءً﴾ أي هلكى كالغثاء، وفي الغثاء ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه البالي من الشجر، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. والثاني: ورق الشجر إذا وقع في الماء ثم جف، وهذا قول قطرب. والثالث: هو ما احتمله الماء من الزبد والقذى، ذكره ابن شجرة وقاله الأخفش. ﴿فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: فبعداً لهم من الرحمة كاللعنة، قاله ابن عيسى. الثاني: فبعداً لهم في العذاب زيادة في الهلاك، ذكره أبو بكر النقاش.
﴿ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ثم أرسلنا رسلنا تترا كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون﴾ قوله: ﴿ثَمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى﴾ فيه قولان: أحدهما: متواترين يتبع بعضهم بعضاً، قاله ابن عباس، ومجاهد. الثاني: منقطعين بين كل اثنين دهر طويل وهذا تأويل من قرأ بالتنوين. وفي اشتقاق تترى ثلاثة أقاويل. أحدها: أنه مشتق من وتر القوس لاتصاله بمكانه منه، قاله ابن عيسى. وهو اشتقاقه على القول الأول. الثاني: أنه مشتق من الوتر وهو الفرد لأن كل واحد بعد صاحبه فرد، قاله الزجاج، وهو اشتقاقه على التأويل الثاني. الثالث: أنه مشتق من التواتر، قاله ابن قتيبة ويحتمل اشتقاقه التأويلين معاً.