﴿ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون﴾ قوله: ﴿قَوْماً عَالِينَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: متكبرين، قاله المفضل. الثاني: مشركين، قاله يحيى بن سلام. الثالث: قاهرين، قاله ابن عيسى. الرابع: ظالمين، قاله الضحاك. قوله: ﴿... وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: مطيعون، قاله ابن عيسى. الثاني: خاضعون، قاله ابن شجرة. الثالث: مستبعدون، قاله يحيى بن سلام. الرابع: ما قاله الحسن كان بنو إسرائيل يعبدون فرعون وكان فرعون يعبد الأصنام.
﴿وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين﴾ قوله: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مرْيَمَ وَأُمَّهُءَايَةً﴾ فآيته أن خلق من غير ذكر وآيتها أن حملت من غير بعل، ثم تكلم في المهد فكان كلامه آية له، وبراءة لها. ﴿وَءَاوَيْنَا هُمَآ إِلَى رَبْوَةٍ﴾ الآية. الربوة ما ارتفع من الأرض وفيه قولان: أحدهما: أنها لا تسمى ربوة إلا إذا اخضرت بالنبات وربت، وإلاّ قيل نشز اشتقاقاً من هذا المعنى واستشهاداً بقول الله تعالى: ﴿كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ﴾ [البقرة: ٦٥] ويقول الشاعر:
(طوى نفسه طيّ الحرير كأنه | حوى جنة في ربوة وهو خاشع) |