والثاني: أنها عند القضاء بين الخلق. ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا﴾ يعني زلزلة الساعة. ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾ وفيه أربعة أوجه: أحدها: تسلو كل مرضعة عن ولدها، قاله الأخفش. والثاني: تشتغل عنه، قاله قطرب، ومنه قول عبد الله بن رواحة:
(ضرباً يزيل الهام عن مقيله | ويذهل الخليل عن خليله) |
(أذاهِلٌ أنت عن سَلْماك لا برحت | أم لست ناسيها ما حنّت النيبُ) |
(تطاولت الأيام حتى نسيتها | كأنك عن يوم القيامة ذاهل) |
﴿ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير﴾ قوله عز وجل: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ فيه قولان: أحدهما: أن يخاصم في الدين بالهوى، قاله سهل بن عبد الله. والثاني: أن يرد النص بالقياس، قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث.
{يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة