الثاني: حسن الظن بالنفس وسوء الظن بالخلق.
﴿قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون﴾ ﴿قَالَ اخْسَئُواْ فِيهَا﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: معناه اصغروا والخاسىء الصاغر، قاله الحسن، والسدي. الثاني: أن الخاسىء الساكت الذي لا يتكلم، قاله قتادة. الثالث: ابعدوا بعد الكلب، قاله ابن عيسى. ﴿وَلاَ تُكَلِّمُونِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: لا تكلمون في دفع العذاب عنكم. الثاني: أنهم زجروا عن الكلام، غضباً عليهم، قاله الحسن، فهو آخر كلام يتكلم به أهل النار. ﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً﴾ قرأ بضم السين نافع، وحمزة، والكسائي، وقرأ الباقون بكسرها. واختلف في الضم والكسر على قولين. أحدهما: أنهما لغتان، ومعناهما سواء وهما من الهزء. الثاني: أنها بالضم من السُخرة والاستعباد وبالكسر من السخرية والاستهزاء.
{قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق