لا إله إلا هو رب العرش الكريم} قوله: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُم فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه سؤال لهم من مدة حياتهم في الدنيا، قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم، استقلالاً لحياتهم في الدنيا لطول لبثهم في عذاب جهنم. الثاني: أنه سؤال لهم عن مدة لبثهم في القبور وهي حالة لا يعلمونها فأجابوا بقصرها لهجوم العذاب عليهم، وليس بكذب منهم لأنه إخبار عما كان عندهم. ﴿فَاسْئَلِ الْعَادِّينَ﴾ فيه قولان: أحدهما: الملائكة، قاله مجاهد. الثاني: الحُسّابُ، قاله قتادة.
﴿ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين﴾ قوله: ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاًءَآخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: معناه ليس له برهان ولا صحة بأن مع الله إلهاً آخر. الثاني: أن هذه صفة الإله الذي يدعى من دون الله أن لا برهان له. ﴿فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّكَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: يعني أن محاسبته عند ربه يوم القيامة. الثاني: أن مكافأته على ربه والحساب المكافأة، ومنه قولهم حسبي الله. أي كفاني الله تعالى، والله أعلم وأحكم.


الصفحة التالية
Icon