أحدهما: أنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم للأنبياء أنهم قد بلغوا، وأن الأمم قد كذبوا، قاله ابن عباس. الثاني: أنهم الذين استشهدوا في طاعة الله، قاله السدي. ﴿وقضي بينهم بالحق﴾ قال السدي بالعدل ﴿وهم لا يظلمون﴾ قال سعيد بن جبير لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.
﴿وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين﴾ قوله عز وجل: ﴿وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: أفواجاً، قاله الحسن. الثاني: أمماً، قاله الكلبي. الثالث: جماعات، قاله السدي. قال الأخفش جماعات متفرقة، بعضها إثر بعض واحدها زمرة. قال خفاف بن ندبة:
(كأن إخراجها في الصبح غادية | من كل شائبةٍ في أنها زُمَر) |
﴿وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين﴾ قوله عز وجل: ﴿سلام عليكم طبتم﴾ فيه ثلاثة أوجه: