قوله عز وجل: ﴿ويا قوم لكم الملك اليوم ظاهِرين في الأرض﴾ قال السدي: غالبين على أرض مصر قاهرين لأهلها، وهذا قول المؤمن تذكيراً لهم بنعم اللَّه عليهم. ﴿فمن ينصرنا من بأس الله إِن جاءَنا﴾ أي من عذاب الله، تحذيراً لهم من نقمة، فذكر وحذر فعلم فرعون ظهور محبته. ﴿قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى﴾ قال عبد الرحمن بن زيد: معناه ما أشير عليكم إلا بما أرى لنفسي. ﴿وما أهديكم إلا سبيل الرشاد﴾ في تكذيب موسى والإيمان بي.
﴿وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار﴾ قوله عز وجل: ﴿ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التنادِ﴾ يعني يوم القيامة، قال أمية بن أبي الصلت:
(وبث الخلق فيها إذ دحاها | فهم سكانها حتى التّنَادِ) |