الثالث: لا يأتيه الباطل في إخباره عما تقدم ولا في إخباره عما تأخر، قاله ابن جريج. ويحتمل رابعاً: ما بين يديه: لفظه وما خلفه: تأويله، فلا يأتيه الباطل في لفظ ولا تأويل: ﴿تنزيل من حكيم حميد﴾ قال قتادة: حكيم في أمره حميد إلى خلقه. قوله عز وجل: ﴿ما يُقالُ لك إلا ما قد قِيل للرسل من قبلك﴾ فيه وجهان: أحدهما: ما يقول المشركون لك إلا ما قاله من قبلهم لأنبيائهم إنه ساحر أو مجنون، قاله قتادة. الثاني: ما تخبر إلا بما يخبر الأنبياء قبلك ب ﴿إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم﴾ حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي.
﴿ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب﴾ قوله عز وجل: ﴿ولو جعلناه قرآناً أعجمياً﴾ فيه وجهان: أحدهما: يعني بالأعجمي غير المبين وإن كان عربيّاً، قاله المفضل. الثاني: بلسان أعجمي. ﴿لقالوا لولا فصلت آياته﴾ أي بينت آياته لنا بالعربية على الوجه الثاني، والفصح على الوجه الأول. ﴿ءاعجميٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: كيف يكون القرآن أعجمياً ومحمد ﷺ عربي؟ قاله سعيد بن جبير. الثاني: كيف يكون القرآن أعجميّاً ونحن قوم عرب؟ قاله السدي. قال مجاهد أعجمي الكلام وعربي الرجل.