قوله عز وجل: ﴿وَقَالُواْ يَأَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: أنهم قالوا على وجه الاستهزاء، قاله الحسن. الثاني: أنه يجري على ألسنتهم ما ألفوه من اسمه، قاله الزجاج. الثالث: أنهم أرادوا بالساحر غالب السحرة، وهو معنى قول ابن بحر. الرابع: أن الساحر عندهم هو العالم، فعظموه بذلك ولم تكن صفة ذم، حكاه ابن عيسى وقاله الكلبي. ﴿بِمَا عَهِدَ عِندَكَ﴾ قال مجاهد: لئن أمنا لتكشف العذاب عنا، قال الضحاك، وذلك أن الطوفان أخذهم ثمانية أيام لا يسكن ليلاً ولا نهاراً. ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾ أي يغدرون وكان موسى دعا لقومه فأجيب فيهم فلم يفواْ.
﴿ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين﴾ قوله عز وجل: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن معنى نادى أي قال، قاله أبو مالك. الثاني: أمر من نادى في قومه، قاله ابن جريج. ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنها الإسكندرية، قاله مجاهد. الثاني: أنه ملك منها أربعين فرسخاً في مثلها، حكاه النقاش.


الصفحة التالية
Icon