الثاني: أن الأسف راجع إلى الأنبياء لأن الله تعالى لا يفوته شيء، ويكون تقديره: فلما آسفوا رسلنا انتقمنا منهم. قوله عز وجل: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً﴾ قرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام، وفيه تأويلان: أحدهما: أهواء مختلفة، قاله ابن عباس. الثاني: جمع سلف أي جميع من قد مضى من الناس، قاله ابن عيسى. وقرأ الباقون بفتح السين واللام، أي متقدمين، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها، سلفاً في النار، قاله قتادة. الثاني: سلفاً لكفار أمة محمد ﷺ، قاله مجاهد. الثالث: سلفاً لمثل من عمل مثل عملهم، قاله أبو مجلز. ﴿وَمَثَلاً لِّلآخِرينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: عظة لغيرهم، قاله قتادة. الثاني: عبرة لمن بعدهم، قاله مجاهد.
{ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه


الصفحة التالية
Icon