﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارُهُمْ﴾ يكون على احتمال وجهين: أحدهما: يضربون وجوههم في القتال عند الطلب وأدبارهم عند الهرب. الثاني: يضربون وجوههم عند الموت بصحائف كفرهم، وأدبارهم في القيامة عند سوقهم إلى النار.
﴿أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ قوله عز وجل: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: شك، قاله مقاتل. الثاني: نفاق، قاله الكلبي. ﴿أَن لن يُخْرِجَ أَضْغَانَهُمْ﴾ فيه أربعة أوجه: أحدها: غشهم، قاله السدي. الثاني: حسدهم، قاله ابن عباس. الثالث: حقدهم، قاله ابن عيسى. الرابع: عدوانهم، قاله قطرب وأنشد:

(قل لابن هند ما أردت بمنطق ساء الصديق وسر ذا الأضغان)
قوله عز وجل: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: في كذب القول، قاله الكلبي. الثاني: في فحوى كلامهم، واللحن هو الذهاب بالكلام في غير جهته، مأخوذ من اللحن في الإعراب وهو الذهاب عن الصواب ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكُم


الصفحة التالية
Icon