الثاني: أطيعوا الله في حرمة الرسول، وأطيعوا الرسول في تعظيم الله. ﴿وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَالَكُم﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا تبطلوا حسناتكم بالمعاصي، قاله الحسن. الثاني: لا تبطلوها بالكبائر، قاله الزهري. الثالث: لا تبطلوها بالرياء والسمعة، وأخلصوها لله، قاله ابن جريج والكلبي. قوله عز وجل: ﴿وَلَن يَتِرَكُم أَعمَالَكْم﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لن ينقصكم أعمالكم، قاله مجاهد وقطرب. وأنشد قول الشاعر:

(إن تترني من الإجارة شيئاً لا يفتني على الصراط بحقي)
الثاني: لن يظلمكم، قاله قتادة، يعني أجور أعمالكم. الثالث: ولا يستلبكم أعمالكم، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله).
﴿إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم﴾ قوله عز وجل: ﴿وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُم﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا يسألكم أموالكم لنفسه. الثاني: لا يسألكم جميع أموالكم في الزكاة ولكن بعضها.


الصفحة التالية
Icon