الرابع: لموسعون بخلق سماء ملثها، قاله مجاهد. الخامس: لذوو سعة لا يضيق علينا شيء نريده. ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه خلق كل جنس نوعين. الثاني: أنه قضى أمر خلقه ضدين صحة وسقم، وغنى وفقر، وموت وحياة، وفرح وحزن، وضحك وبكاء. وإنما جعل بينكم ما خلق وقضى زوجين ليكون بالوحدانية متفرداً. ﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: تعلمون بأنه واحد. الثاني: تعلمون أنه خالق. ﴿فَفِرُّوْا إِلّى اللَّهِ﴾ أي فتوبوا إلى الله.
﴿كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به بل هم قوم طاغون فتول عنهم فما أنت بملوم وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون﴾ ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: فذكر بالقرآن، قاله قتادة. الثاني: فذكر بالعظة فإن الوعظ ينفع المؤمنين، قاله مجاهد. ويحتمل ثالثاً: وذكر بالثواب والعقاب فإن الرغبة والرهبة تنفع المؤمنين. ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِ وَالإِنسَ إلاَّ لَيَعْبُدُونِ﴾ فيه خمسة تأويلات: أحدها: إلا ليقروا بالعبودية طوعاً أو كرهاً، قاله ابن عباس. الثاني: إلا لآمرهم وأنهاهم، قاله مجاهد.


الصفحة التالية
Icon