ويحتمل أن يكون الوعد والوعيد. ويحتمل قوله: ﴿بَالِغَةٌ﴾ وجهين: أحدهما: بالغة في زجركم. الثاني: بالغة من الله إليكم، فيكون على الوجه الأول من المُبَالَغَةِ، وعلى الوجه الثاني من الإبْلاَغ. ﴿فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ﴾ أي فما يمنعهم التحذير من التكذيب.
﴿فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شيء نكر خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر﴾ ﴿مّهْطِعِينَ إلَى الدَّاعِ﴾ فيه ستة تأويلات: أحدها: معناه: مسرعين، قاله أبو عبيدة، ومنه قول الشاعر:

(بدجلة دارهم ولقد أراهم بدجلة مهطعين إلى السماع)
الثاني: معناه: مقبلين، قاله الضحاك. الثالث: عامدين، قاله قتادة. الرابع: ناظرين، قاله ابن عباس. الخامس: فاتحين آذانهم إلى الصوت، قاله عكرمة. السادس: قابضين ما بين أعينهم، قاله تميم. ﴿يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ يعني يوم القيامة، لما ينالهم فيه من الشدة.
{كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر ولقد تركناها آية فهل من مدكر فكيف كان


الصفحة التالية
Icon