الرابع: قطعت قطعاً، قاله الحسن.. الخامس: إنها بست كما يبس السويق أي بلت، البسيسة هي الدقيق يلت ويتخذ زاداً، قال لص من غطفان:
(لا تخبزا خبزاً وبسا بسا | ولا تطيلا بمناخ حبسا) |
﴿فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه رهج الغبار يسطع ثم يذهب، فجعل الله أعمالهم كذلك، قاله علي. الثاني: أنها شعاع الشمس الذي من الكوة، قاله مجاهد. الثالث: أنه الهباء الذي يطير من النار إذا اضطربت، فإذا وقع لم يكن شيئاً، قاله ابن عباس. الرابع: أنه ما يبس من ورق الشجر تذروه الريح، قاله قتادة. وفي المنبث ثلاثة أوجه: أحدها: المتفرق، قاله السدي. الثاني: المنتشر. الثالث: المنثور.
﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً﴾ يعني أصنافاً ثلاثة، قال عمر بن الخطاب: اثنان في الجنة وواحد في النار. وفيهما وجهان: أحدهما: ما قاله ابن عباس أنها التي في سورة الملائكة:
﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾. الثاني: ما رواه النعمان بن بشير أن النبي ﷺ قال: (وكنتم أزوجاً ثلاثة) الآية.