هجرته إليهم لأنهم سبقوا بالإسلام قبل زمان الرغبة والرهبة. وفي تكرار قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ﴾ قولان: أحدهما: السابقون في الدنيا إلى الإيمان، السابقون في الآخرة إلى الجنة هم المقربون، قاله الكلبي. الثاني: يحتمل أنهم المؤمنون بالأنبياء في زمانهم، وسابقوهم بالايمان هم المقربون المقدمون منهم.
﴿ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما﴾ ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم الجماعة، ومنه قول الشاعر:
(ولست ذليلاً في العشيرة كلها | تحاول منها ثلة لا يسودها) |
الثاني: الشطر وهو النصف، قاله الضحاك. الثالث: أنها الفئة، قاله أبو عبيدة، ومنه قول دريد بن الصمة:
(ذريني أسير في البلاد لعلني | ألاقي لبشر ثلة من محارب) |
وفي قوله تعالى:
﴿مِّنَ الأَوََّلِينَ﴾ قولان: أحدهما: أنهم أَصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، قاله أبو بكرة. الثاني: أنهم قوم نوح، قاله الحسن.
﴿وَقَلِيلٌ مِّنَ الأَخرِينَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنهم أصحاب محمد ﷺ، قاله الحسن. الثاني: أنهم الذين تقدم إسلامهم قبل أن يتكاملوا، روى أبو هريرة أنه لما