الثاني: لمعاينة القرين. ﴿فاطّلَعَ﴾ يعني في النار. ﴿فرآه﴾ يعني قرينه ﴿في سواءِ الجحيم﴾ قال ابن عباس في وسط الجحيم، وإنما سمي الوسط سواءً لاستواء المسافة فيه إلى الجوانب قال قتادة: فوالله لولا أن الله عَرّفه إياه ما كان ليعرفه، لقد تغير حبْرُهُ وسبرُه يعني حسنه وتخطيطه. قوله عز وجل: ﴿قال تالله إن كِدْتَ لتُرْدين﴾ هذا قول المؤمن في الجنة لقرينه في النار، وفيه وجهان: أحدهما: لتهلكني لو أطعتك، قاله السدي. الثاني: لتباعدني من الله تعالى، قاله يحيى. ﴿ولولا نعمة ربي﴾ يعني بالإيمان ﴿لكنت من المحْضَرين﴾ يعني في النار، لأن أحضر لا يستعمل مطلقاً إلا في الشر.
﴿أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين﴾ قوله عز وجل: ﴿أذلك خيرٌ نزلاً أم شجرة الزقوم﴾ والنُّزل العطاء الوافر ومنه إقامة الإنزال، وقيل ما يعد للضيف والعسكر. وشجرة الزقوم هي شجرة في النار يقتاتها أهل النار، مرة الثمر خشنة اللمس منتنة الريح. واختلف فيها هل هي من شجر الدنيا التي يعرفها العرب أولا؟ على قولين: