غيرك، فاجعل أختنا عندك فإنها ضائعة مريضة، فإن ماتت فقم عليها، وإن عاشت فاحفظها حتى نرجع، فقال: أكفيكم إن شاء الله، وإنهم انطلقوا، فقام عليها وداواها حتى برئت فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها وحبلت، ثم تقدم منه الشيطان فزين له قتلها وقال: إن لم تفعل افتضحت، فقتلها. فلما عاد إخوتها سألوه عنها فقال: ماتت فدفنتها، قالوا أحسنت، فجعلوا يرون في المنام أن الراهب قتلها وأنها تحت شجرة كذا، فعمدوا إلى الشجرة فوجدوها قد قتلت، فأخذوه، فقال له الشيطان: أنا الذي زينت لك قتلها بعد الزنى فهل لك أن أنجيك وتطيعني؟ قال: نعم، قال فاسجد لي سجدة واحدة، فسجد ثم قتل، فذلك قوله تعالى: ﴿كمثل الشيطان﴾ فكذا المنافقون وبنو النضير مصيرهم إلى النار.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون﴾ ﴿يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله﴾ روى معن أو عون ابن مسعود أن رجلاً أتاه فقال: اعهد لي، فقال: إذا سمعت الله يقول: ﴿يأيها الين ءامنوا﴾ فأرعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه. وفي هذه التقوى وجهان: أحدهما: اجتناب المنافقين. الثاني: هو اتقاء الشبهات. ﴿ولتنظر نفس ما قدمت لغد﴾ قال ابن زيد: ما قدمت من خير أو شر. ﴿لغد﴾ يعني يوم القيامة والأمس: الدنيا. قال قتادة: إن ربكم قدم الساعة حتى جعلها لغد. ﴿واتقوا الله﴾ في هذه التقوى وجهان: أحدهما: أنها تأكيد للأولى.


الصفحة التالية
Icon