والكتاب والرزق لقطعه من غيره إلا أنه في الكتاب أكثر استعمالاً وأقوى حقيقة، قال أمية بن أبي الصلت:

(قوم لهم ساحة العراق وما يجبى إليه والقط والقلح)
وفيه لمن قال بهذا قولان: أحدهما أنه ينطلق على كل كتاب يتوثق به. الثاني: أنه مخص بالكتاب الذي فيه عطية وصلة، قاله ابن بحر.
﴿اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب﴾ قوله عز وجل: ﴿اصبر على ما يقولون﴾ يعني كما صبر أولو العزم من الرسل لا كمن لم يصبر مثل يونس. ﴿واذكر عبدنا داود﴾ أي فإنا نحسن إليك كما أحسنا إلى داود قبلك بالصبر. ﴿ذا الأيد﴾ فيه قولان: أحدهما: ذا النعم التي أنعم الله بها عليه لأنها جمع يد حذفت منه الياء، واليد النعمة. الثاني: ذا القوة، قاله ابن عباس وقتادة ومجاهد، ومنه ﴿والسماء بنيناها بأيد﴾ أي بقوة. وفيما نسب داود إليه من القوة قولان: أحدهما: القوة في طاعة الله والنصر في الحرب، قاله مجاهد. الثاني: ذا القوة في العبادة والفقه في الدين قاله قتادة. وذكر أنه كان يقوم نصف الليل ويصوم نصف الدهر.


الصفحة التالية
Icon