الرابع: ثقل بمعنى كريم، مأخوذ من قولهم: فلان ثقيل عليّ أي كريم عليّ، قاله السدي. ويحتمل تأويلً خامساً: أن يكون ثقيل بمعنى ثابت، لثبوت الثقيل في محله، ويكون معناه أنه ثابت الإعجاز لا يزول إعجازه أبداً. ﴿إنّ ناشئةَ الليل هي أَشدُّ وطْئاً﴾ فيها ستة تأويلات: أحدها: أنه قيام الليل، بالحبشية، قاله ابن مسعود. الثاني: أنه ما بين المغرب والعشاء، قاله أنس بن مالك. الثالث: ما بعد العشاء الآخرة، قاله الحسن ومجاهد. الرابع: أنها ساعات الليل لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة، قاله ابن قتيبة. الخامس: أنه بدء الليل، قاله عطاء وعكرمة. السادس: أن الليل كل ناشئة، قال ابن عباس: لأنه ينشأ بعد النهار. وفي (أشد وطْئاً) خمسة تأويلات: أحدها: مواطأة قلبك وسمعك وبصرك، قاله مجاهد. الثاني: مواطأة قولك لعملك، وهو مأثور. الثالث: مواطأة عملك لفراغك، وهو محتمل. الرابع: أشد نشاطاً، قاله الكلبي، لأنه زمان راحتك. الخامس: قاله عبادة: أشد وأثبت وأحفظ للقراءة. وفي قوله: ﴿وأَقْوَمُ قِيلاً﴾ ثلاثة تأويلات: أحدها: معناه أبلغ في الخير وأمعن في العدل، قاله الحسن. الثاني: أصوب للقراءة وأثبت للقول لأنه زمان التفهم، قاله مجاهد وقتادة، وقرأ أنس بن مالك (وأهيأ قيلاً) وقال أهيأ وأقوم سواء. الثالث: أنه أعجل إجابة للدعاء، حكاه ابن شجرة. ﴿إن لك في النهارِ سَبْحاً طويلاً﴾ فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: يعني فراغاً طوياً لنَومك وراحتك، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك، قاله ابن عباس وعطاء.


الصفحة التالية
Icon