﴿قاتلهم الله﴾ فيه وجهان: أحدهما: معناه لعنهم الله، قاله ابن عباس وأبو مالك. والثاني: أي أحلهم الله محل من قاتله عدو قاهر، لأن الله تعالى قاهر لكل معاند، حكاه ابن عيسى. وفي قوله: ﴿أني يؤفكون﴾ أربعة أوجه: أحدها: معناه يكذبون، قاله ابن عباس. الثاني: معناه يعدلون عن الحق، قاله قتادة. الثالث: معناه يصرفون عن الرشد، قاله الحسن. الرابع: معناه كيف يضل عقولهم عن هذا، قاله السدي.
﴿وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون﴾ ﴿وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله﴾ الآية. روى سعيد بن جبير أن النبي ﷺ كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كانت غزوة تبوك بلغة أن ابن أُبَيّ قال: لئن رجعنا إلى المدينة لِيُخرجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ، فارتحل قبل أن ينزل آخرُ الناس، وقيل لعبد الله بن


الصفحة التالية
Icon