ويل يومئذ للمكذبين ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون ويل يومئذ للمكذبين ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا ويل يومئذ للمكذبين} ﴿ألم نُهلِكِ الأوَّلينِ﴾ يعني من العصاة، وفيمن أريد بهم وجهان: أحدهما: قوم نوح عليه السلام لعموم هلاكهم بالطوفان لأن هلاكهم أشهر وأعم. الثاني: أنه قوم كل نبي استؤصلوا، لأنه في خصوص الأمم أندر. ﴿ثُمّ نُتْبِعُهُم الآخِرينَ﴾ يعني في هلاكهم بالمعصية كالأولين، إما بالسيف وإما بالهلاك. ﴿كذلك نَفْعَلُ بالمْجرمين﴾ يحتمل وجهين: أحدهمأ: أنه تهويل لهلاكهم في الدنيا اعتباراً. الثاني: أنه إخبار بعذابهم في الآخرة استحقاقاً. ﴿أَلمْ نَخْلُقْكُم مِنْ ماءٍ مَهينٍ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: من صفوة الماء، قاله ابن عباس. الثاني: من ماء ضعيف، قاله مجاهد وقتادة. الثالث: من مني سائل، قاله ابن كامل. ﴿فَجَعَلْناه في قرارٍ مَكينٍ﴾ فيه وجهان: أحدهما: قاله وهب بن منبّه في رحم أُمّه لا يؤذيه حَرّ ولا برد. الثاني: مكين حريز لا يعود فيخرج ولا يبث في الجسد فيدوم، قاله الكلبي. ﴿إلى قَدَرٍ مَعْلُومٍِ﴾ إلى يوم ولادته. ﴿فقدرنا فنِعْم القادِرون﴾ في قراءة نافع مشددة، وقرأ الباقون مخففة، فمن قرأ بالتخفيف فتأويلها: فملكنا فنعم المالكون. ومن قرأ بالتشديد فتأويلها: فقضينا فنعم القاضون، وقال الفراء: هما لغتان ومعناهما واحد.