وقال قتادة: ذكر أن النبي ﷺ قال: (بينهما أربعون، ما زادهم على ذلك ولا سألوه، وكانوا يرون أنها أربعون سنة). وقال عكرمة: الأولى من الدنيا، والثانية من الآخرة. الثالث: أن الراجفة الزلزلة التي ترجف الأرض والجبال والرادفة إذا دكّتا دكة واحدة، قاله مجاهد. ويحتمل رابعاً: أن الراجفة أشراط الساعة، والرادفة: قيامها. ﴿قلوبٌ يومئذٍ واجِفَةٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: خائفة، قاله ابن عباس. الثاني: طائرة عن أماكنها، قاله الضحاك. ﴿أَبْصارُها خاشِعَة﴾ فيه وجهان: أحدهما: ذليلة، قاله قتادة. الثاني: خاضعة، قاله الضحاك. ﴿يقولون أئنا لَمْردودُونَ في الحافِرةِ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: أن الحافرة الحياة بعد الموت، قاله ابن عباس والسدي وعطية. الثاني: أنها الأرض المحفورة، قاله ابن عيسى. الثالث: أنها النار، قاله ابن زيد. الرابع: أنها الرجوع إلى الحالة الأولى تَكذيباً بالبعث، من قولهم رجع فلان على قومه إذا رجع من حيث جاء، قاله قتادة، قال الشاعر:

(أحافرة على صَلَعٍ وشيْبٍ معاذَ اللَّه من جَهْلٍ وطَيْشِ)
﴿أَئِذا كْنَا عِظاماً نَخِرةً﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: بالية، قاله السدي. الثاني: عفنة، قاله ابن شجرة. الثالث: خالية مجوفة تدخلها الرياح فتنخر، أي تصوّت، قاله عطاء والكلبي.


الصفحة التالية
Icon