أحدها: بالحساب والجزاء، قاله ابن عباس. الثاني: بالعدل والقضاء، قاله عكرمة. الثالث: بالدين الذي جاء به محمد ﷺ، حكاه ابن عيسى. ﴿وإنَّ عليكم لحافِظِينَ﴾ يعني الملائكة، يحفظ كلَّ إنسان ملكان، أحدهما عن يمينه يكتب الخير، والآخر عن شماله يكتب الشر. ﴿كِراماً كاتِبينَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: كراماً على الله، قاله يحيى بن سلام. الثاني: كراماً بالإيمان، قاله السدي. الثالث: لأنهم لا يفارقون ابن آدم إلا في موطنين عند الغائط وعند الجماع يعرضان عنه ويكتبان ما تكلم به، فلذلك كره الكلام عند الغائط والجماع. ويحتمل رابعاً: كراماً لأداء الأمانة فيما يكتبونه من عمله فلا يزيدون فيه ولا ينقصون منه.
﴿إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله﴾ وفي قوله تعالى: ﴿إنّ الأبرارَ لفي نَعيم وإن الفُجّارَ لقي جَحيمٍ﴾ قولان: أحدهما: في الآخرة فيكون نعيم الأبرار في الجنة بالثواب، وجحيم الفجار في النار بالعقاب.


الصفحة التالية
Icon