للقصار حواري لأن الثياب ترجع بعمله إلى البياض. ﴿بلى إنّ ربّه كان به بَصيراً﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: مشاهداً لما كان عليه. الثاني: خبيراً بما يصير إليه.
﴿فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون بل الذين كفروا يكذبون والله أعلم بما يوعون فبشرهم بعذاب أليم إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون﴾ ﴿فلا أُقْسِمُ بالشّفَقِ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: أنه شفق الليل وهو الحمرة، قاله ابن عباس. الثاني: أنه بقية ضوء الشمس، قاله مجاهد. الثالث: أنه ما بقي من النهار، قاله عكرمة. الرابع: أنه النهار، رواه ابن أبي نجيح. ﴿واللّيلِ وما وَسقَ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: وماجمع، قاله مجاهد، قال الراجز:

(إن لنا قلائصاً حقائقا مستوسقات أو يجدن سائقا)
الثاني: وما جَنّ وستر، قاله ابن عباس. الثالث: وما ساق، لأن ظلمة الليل تسوق كل شيء إلى مأواه، قاله عكرمة. الرابع: وما عمل فيه، قاله ابن جبير، وقال الشاعر:
(ويوماً ترانا صالحين وتارةً تقوم بنا كالواسق المتَلَبّبِ)
أي كالعامل.


الصفحة التالية
Icon