وفيها قولان: أحدهما: كل ما استتر به الإنسان من خير وشر، وأضمره من إيمان أو كفر، كما قال الأحوص:
(ستُبلَى لكم في مُضْمَرِ السِّرِّ والحشَا | سَريرةُ ودٍّ يومَ تُبلَى السرائرُ.) |
الثاني: هو ما رواه خالد عن زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأمانات ثلاث: الصلاة والصوم والجنابة، استأمن الله ابن آدم على الصلاة، فإن شاء قال: قد صليت ولم يُصلّ، استأمن الله ابن آدم على الصوم، فإن شاء قال: قد صمت ولم يصم، استأمن الله ابن آدم على الجنابة، فإن شاء قال: قد اغتسلت ولم يغتسل، اقرؤوا إن شئتم:) يوم تُبْلى السّرائرُ (.
﴿فما لَهُ مِن قُوَّةٍ ولا ناصَرٍ﴾ فيه قولان: أحدهما: أن القوة العشيرة، والناصر: الحليف، قاله سفيان. الثاني: فما له من قوة في بدنه، ولا ناصر من غيره يمتنع به من الله، أو ينتصر به على الله، وهو معنى قول قتادة. ويحتمل ثالثاً: فما له من قوة في الامتناع، ولا ناصر في الاحتجاج.
﴿والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا﴾ ﴿والسماءِ ذاتِ الّرجْعِ﴾ فيه أربعة أقاويل: أحدها: ذات المطر، لأنه يرجع في كل عام، قاله ابن عباس. الثاني ذات السحاب، لأنه يرجع بالمطر. الثالث: ذات الرجوع إلى ما كانت، قاله عكرمة. الرابع: ذات النجوم الراجعة، قاله ابن زيد. ويحتمل خامساً: ذات الملائكة لرجوعهم إليها بأعمال العباد، وهذا قَسَمٌ.