قال: (ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وملكان يناديان: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً، ) ثم قرأ ﴿فأما من أعطى واتقى﴾. الآية والتي بعدها. ﴿وما يُغْنِي عنه ماله إذا تَرَدَّى﴾ فيه وجهان: أحدهما: إذا تردّى في النار، قاله أبو صالح وزيد بن أسلم. الثاني: إذا مات فتردى في قبره، قاله مجاهد وقتادة. ويحتمل ثالثاً: إذا تردى في ضلاله وهوى في معاصيه.
﴿إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى﴾ ﴿إنّ علينا لَلْهُدَى﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن نبيّن سبل الهدى والضلالة قاله يحيى بن سلام. الثاني: بيان الحلال والحرام، قاله قتادة. ويحتمل ثالثاً: علينا ثواب هداه الذي هدينا. ﴿وإنَّ لنا لَلآخِرةَ والأُولى﴾ فيه وجهان: أحدهما: ثواب الدنيا والآخرة، قاله الكلبي والفراء. الثاني: ملك الدنيا وملك الآخرة، قاله مقاتل. ويحتمل ثالثاً: الله المُجازي في الدنيا والآخرة. ﴿فأنذَرْتُكم ناراً تَلَظَّى﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: معناه تتغيظ، قاله الكلبي. الثاني: تشتعل، قاله مقاتل. الثالث: تتوهج، قاله مجاهد، وأنشد لعلّي رضي الله عنه: