وبئس المصير ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين} ﴿يا أيها النبيُّ جاهِدِ الكُفّارَ والمنافقين واغْلُظْ عليهم﴾ أما جهاد الكفار فبالسيف، وأما جهاد المنافقين ففيه أربعة أوجه: أحدها: أنه باللسان والقول، قاله ابن عباس والضحاك. الثاني: بالغلظة عليهم كما ذكر اللَّه، قاله الربيع بن أنس. الثالث: بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وليقابلهم بوجه مكفهر، قاله ابن مسعود. الرابع: بإقامة الحدود عليهم، قاله الحسن. ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثلاً للذين كَفَروا امرأةَ نُوحٍ وامرأةَ لُوطٍ كانتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادنا صالحْينِ فخانتاهما﴾ في خيانتهما أربعة أوجه: أحدها: أنهما كانتا كافرتين، فصارتا خائنتين بالكفر، قاله السدي. الثاني: منافقتين تظهران الإيمان وتستران الكفر، وهذه خيانتهما قال ابن عباس: ما بغت امرأة نبي قط، إنما كانت خيانتهما في الدين. الثالث: أن خيانتهما النميمة، إذا أوحى اللَّه تعالى إليهما [شيئاً] أفشتاه إلى المشركين، قاله الضحاك. الرابع: أن خيانة امرأة نوح أنها كانت تخبر الناس أنه مجنون، وإذا آمن أحد به


الصفحة التالية
Icon