اللَّه تعالى قسماً على كذبهم (فلا أُقْسِم) أي أقسم، و (لا) صلة زائدة. ﴿وَما لا تُبْصِرونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: بما تبصرون من الخلق وما لا تبصرون من الخلق، قاله مقاتل. الثاني: أنه رد لكلام سبق أي ليس الأمر كما يقوله المشركون. ويحتمل ثالثاً: بما تعلمون وما لا تعلمون، مبالغة في عموم القسم. ﴿إنه لَقْولُ رسولٍ كريمٍ﴾ فيه قولان: أحدهما: جبريل، قاله الكلبي ومقاتل. الثاني: رسول اللَّه ﷺ، قال ابن قتيبة: وليس القرآن من قول الرسول، إنما هو من قول اللَّه وإبلاغ الرسول، فاكتفى بفحوى الكلام عن ذكره.
﴿ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين وإنه لتذكرة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين وإنه لحسرة على الكافرين وإنه لحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم﴾ ﴿ولو تَقوَّل علينا بَعْضَ الأقاويل﴾ أي تكلّف علينا بعض الأكاذيب، حكاه عن كفار قريش أنهم قالوا ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم. ﴿لأخْذنا منه باليمين﴾ فيه خمسة تأويلات: أحدها: لأخذنا منه قوّته كلها، قاله الربيع. الثاني: لأخذنا منه بالحق، قاله السدي والحكم، ومنه قول الشاعر:

(إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ تَلَقّاها عَرابةُ باليَمينِ)
أي بالاستحقاق. الثالث: لأخذنا منه بالقدرة، قاله مجاهد. الرابع: لقطعنا يده اليمنى، قاله الحسن.


الصفحة التالية
Icon