٦ - وروى ابن أبى شيبة فى «المصنف» وأحمد بن حنبل فى «مسنده» عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه: «أن جبريل قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقرأ القرآن على حرف، فقال له ميكائيل: استزده، فقال: على حرفين، ثم قال:
استزده، حتى بلغ سبعة أحرف كلها كاف شاف، كقولك: هلم وتعال، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة» «١».
٧ - وروى البيهقى فى السنن الكبرى «٢»، عن سليمان بن صرد عن أبىّ بن كعب قال: «قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها، فأتينا النبى صلّى الله عليه وسلم فقلت: ألم تقرئني آية كذا وكذا؟ قال: بلى، قال ابن مسعود: ألم تقرئنيها كذا وكذا؟
قال: بلى، قال: كلاكما محسن، قلت: ما كلانا أحسن ولا أجمل، قال:
فضرب صدرى وقال: يا أبىّ، إنى أقرئت القرآن، فقيل لى: أعلى حرف أم على حرفين؟ فقال الملك الذى معى: على حرفين، فقلت: على حرفين، فقيل لى:
أعلى حرفين أم ثلاثة، فقال الملك الذى معى: على ثلاثة، فقلت: ثلاثة، حتى بلغ سبعة أحرف، قال: ليس فيها إلا شاف كاف، قلت: غفور رحيم، عليم حكيم، سميع عليم، عزيز حكيم، نحو هذا ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب».
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة إلا حديثا واحدا
يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «أنزل القرآن على ثلاثة أحرف»
قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة.
(٢) هو أحمد بن الحسين بن على أبو بكر البيهقى من أئمة الحديث له: «السنن الكبرى»، و «شعب الإيمان» و «الأسماء والصفات» (ت ٤٥٨ هـ).