مائة واثنان وعشرون، وألّف «كتاب الكامل» في القراءات، جمع فيه طرقا كثيرة، وكان عالما بالنحو، والصرف، وعلل القراءات. توفي سنة خمس وستين وأربعمائة من الهجرة «١».
٣ - عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري القطان الشافعي، شيخ أهل مكة المكرمة، وهو أستاذ محقق ومن الثقات، له عدّة مصنفات منها:
«التلخيص في القراءات الثمان، وسوق العروس» جمع فيه ألفا وخمسمائة رواية، وطريق». توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة من الهجرة «٢». وقد قرأت بالمدّ للتعظيم، والحمد لله رب العالمين.
قال ابن الجزري:
........ وأزرق إن بعد همز حرف مد

مدّ له واقصر ووسّط كنأى فالآن أوتوا إيء آمنتم رأى
لا عن منوّن ولا السّاكن صحّ بكلمة أو همز وصل في الأصح
وامنع يؤاخذ وبعادا الأولى خلف والآن وإسرائيلا
المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى عن: «مدّ البدل» نحو: «ءادم» نحو قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (سورة البقرة الآية ٣١) و «أوتي» نحو قوله تعالى: قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (سورة الأنعام الآية ١٢٤) و «إيمان» نحو قوله تعالى: وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ (سورة الطور الآية ٢١).
فبين أن «الأزرق» عن «ورش» يقرأه بالقصر، والتوسط، والإشباع. وأن باقي القراء يقرءونه بالقصر فقط.
وجه القصر، أن علّة «المدّ» في كل من المنفصل، والمتصل، للتمكن من النطق بالهمز.
(١) أنظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج ٢/ ٣٩٧.
ومعرفة القراء الكبار ج ١/ ٣٢٩.
(٢) أنظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج ١/ ٤٠١.
وطبقات المفسرين للداودي ج ١/ ٣٣٨.


الصفحة التالية
Icon