والوجه الثاني له: «السكت» والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما.
المذهب الثاني:
التوسط، والإشباع «للأزرق» إلحاقا لهما بحروف المدّ لما فيهما من خفاء، سوى كلمتين وهما:
١ - «موئلا» من قوله تعالى: بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (سورة الكهف الآية ٥٨).
٢ - «الموءودة» من قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (سورة التكوير الآية ٨).
فليس فيهما سوى القصر- أي عدم المدّ بالكلية- كباقي القراء. وذلك لعروض سكونهما لأنهما من: «وال، ووأد».
واختلف أيضا عن «الأزرق» في «واو» سواتهما، سوءاتكم» من قوله تعالى: فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما (سورة الأعراف الآية ٢٢). وقوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ (سورة الأعراف الآية ٢٦).
قال «ابن الجزري» في النشر: «فإني لا أعلم أحدا روى الإشباع في هذا الباب إلّا وهو يستثني «سوءات» اهـ «١».
فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر أي عدم المد بالكلية، وهذا معنى قول ابن الجزري في الطيبة:
..... ومن يمد... قصّر سوءات.....
قال «ابن الجزري» ما معناه: وعلى هذا لا يتأتى لورش من طريق «الأزرق» في «سوءات» سوى أربعة أوجه وهي:
قصر الواو مع الثلاثة في البدل، والرابع التوسط فيهما طريق «الداني» وقد نظم رحمه الله تعالى ذلك في بيت هو:

(١) أنظر: النشر ج ١/ ٣٤٧.


الصفحة التالية
Icon