وهكذا فقد عمّ نور «القرآن الكريم» جميع أنحاء الدنيا، وصدق الله حيث قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (سورة الحجر الآية ٩).
ثم بيّن المؤلف رحمه الله تعالى بأن كلّ إمام من الأئمة العشرة، وإن كان تتلمذ عليه الكثيرون، إلا أنه اشتهر بالأخذ عنه راويان.
ثم أخذ المؤلف يذكر بالتفصيل هؤلاء الأئمة العشرة، ورواتهم.
وأقول: بعون الله تعالى، وتوفيقه سأقوم بإلقاء الضوء على تاريخ الأئمة العشرة، ورواتهم، بعيدا عن الإطناب الممل، أو التقصير المخلّ، مع بيان سلسلة أسانيدهم في القراءة حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الإمام الأول: نافع المدني.
هو: أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي، أصله من أصفهان، وهو من علماء الطبقة الرابعة «١»، وكان شديد سواد اللون، وهو مولى «جعونة بن شعوب الليثي».
قال «الإمام مالك بن أنس» ت ١٧٩ هـ: «نافع إمام الناس في القراءة» اهـ.
وقال «أحمد بن هلال المصري» قال لي الشيباني، قال لي رجل ممّن قرأ على «نافع»: إنّ «نافعا» كان إذا تكلّم يشمّ من فيه رائحة المسك، فقلت له: يا أبا عبد الله، أو يا أبا رويم أتتطيّب كلّما قعدت تقرئ؟ قال: ما أمسّ طيبا، ولكنّي رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقرأ في «فيّ» فمن ذلك أشمّ من «فيّ» «هذه الرائحة» اهـ «٢».
قال «ابن معين» يحيى بن معين بن عون بن زياد الغطفاني ت ٢٣٣ هـ:
«كان الإمام نافع ثقة».
وقال «أبو حاتم محمد بن حبّان بن أحمد التميمي» ت ٣٥٤ هـ: «كان «نافع» صدوقا».
(٢) أنظر: معرفة القراء الكبار للذهبي ط القاهرة ج ١/ ٩٠.