المعنى: قرأ المرموز لهما ب «رضى» وهما: «حمزة، والكسائي» «قسيّة» من قوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً (سورة المائدة آية ١٣) بحذف الألف التي بعد القاف، وتشديد الياء، على وزن «فعلية» صفة مشبهة، إذ أصلها «قسيية» ثم أدغمت الياء في الياء. وذلك للمبالغة في وصف قلوب الكفار بالشدّة، والقسوة، لأنّ في صيغة «فعيل» معنى التكرير والمبالغة.
أو لأن قلوب الكفار وصفت بالطبع عليها مثل «الدرهم القسيّ» أي المغشوش، وهو الذي يخالط فضّته نحاس، أو «رصاص» أو نحو ذلك.
وقرأ الباقون «قاسية» بإثبات ألف بعد القاف، وتخفيف الياء، على أنّ «قاسية» اسم فاعل من «قسا يقسو» ومنه قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ (سورة الزمر آية ٢٢). ومعنى «قاسية»: غليظة قد نزعت منها الرحمة، والرأفة، وأصبحت لا تؤثر فيها المواعظ، ولا تقبل ما يقال لها من نصح وإرشاد.
جاء في المفردات: «القسوة»: غلظ القلب، وأصله من «حجر قاس» و «المقاساة: معالجة ذلك» اهـ- «١».
وجاء في تاج العروس: «قسا قلبه، يقسو، قسوا، وقسوة، وقساوة، وقساء» بالمدّ: صلب، وغلظ، فهو قاس، وقوله تعالى: ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ (سورة البقرة آية ٧٤) أي غلظت، ويبست، فتأويل القسوة في القلب:
ذهاب اللين، والرحمة، والخشوع منه.
وأصل القسوة: «الصلابة من كل شيء» اهـ- «٢».
قال ابن الجزري:
من أجل كسر الهمز والنّقل ثنا.............
(٢) انظر: تاج العروس مادة «قسو» ج ١٠/ ٢٩٣.