قرأ الدوري عن أبي عمرو هذه الألفاظ الستة بثلاثة أوجه:
الأول: إسكان الهمزة من «بارئكم» والراء من «يأمركم، يأمرهم، تأمرهم، ينصركم، يشعركم».
والثاني: اختلاس الحركة في جميع الألفاظ المتقدمة.
والثالث: الحركة الخالصة في جميع الألفاظ أيضا.
وقرأ «السوسيّ» بوجهين: بالإسكان، وبالاختلاس في جميع الألفاظ.
وقرأ باقي القراء العشرة بالحركة الخالصة في جميع الألفاظ.
وجه من قرأ بالإسكان التخفيف. وهو لغة «بني أسد، وتميم، وبعض نجد». ووجه الاختلاس التخفيف أيضا، وهو لغة لبعض العرب في الضمّات، والكسرات، وهو لا يغيّر الإعراب، ولا ميزان الكلمة.
ووجه من قرأ بالحركة الخالصة، أنه أتى بالكلمة على أصلها، وأعطاها حقها من الحركات، كما يفعل بسائر الكلام، ولم يستثقل توالي الحركات، لأنها في تقدير كلمتين: الضمير كلمة، وما قبله كلمة.
قال ابن الجزري:
............. يغفر مدا أنّث هنا كم وظرب
عمّ بالأعراف ونون الغير لا... تضمّ واكسر فاءهم..........
المعنى: قرأ: «نافع، وأبو جعفر» «نغفر» في (سورة البقرة آية ٥٨) وهو قوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ بياء التذكير المضمومة، وفتح الفاء. وفي (سورة الأعراف آية ١٦١) وهو قوله تعالى نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ «تغفر» بتاء التأنيث المضمومة، وفتح الفاء، على أن الفعل مبني للمجهول في الموضعين، و «خطيكم، و «خطيئتكم» نائب فاعل، وجاز تذكير الفعل وتأنيثه، لأن الفاعل مؤنث مجازي.
وقرأ «ابن عامر» «تغفر» في الموضعين بتاء التأنيث المضمومة وفتح الفاء، على البناء للمجهول، و «خطيكم، و «خطيئتكم» نائب فاعل.


الصفحة التالية
Icon