الفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «رحمة» المتقدمة في قوله تعالى:
وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ (آية ٢٨)، ومعنى «عمّيت»: أخفيت، كما يقال:
عمّيت عليه الأمر حتى لا يبصره.
وقرأ الباقون «فعميت» بفتح العين، وتخفيف الميم، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «رحمة».
تنبيه:
«فعميت» من قوله تعالى: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ (سورة القصص آية ٦٦) اتفق القراء العشرة على قراءته بفتح العين، وتخفيف الميم، على البناء للفاعل، لأنها في أمر الآخرة، ففرّق بينها وبين أمر الدنيا، فإن الشبهات تزول في الآخرة. والمعنى: ضلّت عنهم حججهم، وخفيت محجتهم.
قال ابن الجزري:
من كلّ فيهما علا.......................
المعنى: اختلف القراء في «من كل زوجين» في سورة «هود» وسورة «المؤمنون» من قوله تعالى:
١ - قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (سورة هود آية ٤٠).
٢ - فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (سورة المؤمنون آية ٢٧).
فقرأ المرموز له بالعين من «علا» وهو: «حفص» «كلّ» في الموضعين، بالتنوين، والتنوين عوض عن المضاف إليه، أي من كلّ ذكر، وأنثى، و «زوجين» مفعول «احمل» و «اسلك». و «اثنين» نعت ل «زوجين» وفيه معنى التأكيد، كما قال الله تعالى: وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ (سورة النحل آية ٥١).
المعنى: احمل في السفينة يا نوح زوجين اثنين من كل شيء، ثم حذف ما أضيف إليه «كلّ» فنوّن «كلّ» فأصبح «كلّ».
وقرأ الباقون «كلّ» في الموضعين بترك التنوين، وذلك على إضافة «كلّ»