٢ - قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ (سورة يوسف آية ٥١).
فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» وهو: «أبو عمرو» «حش» في الموضعين بألف بعد الشين وصلا، على أصل الكلمة، وحذفها وقفا اتباعا للرسم العثماني.
وقرأ الباقون «حش» بحذف الألف التي بعد الشين، وصلا ووقفا، وذلك اتباعا للرسم.
و «حش» من معانيها: «التنزيه» وهذا هو المراد هنا. والصحيح أنها اسم مرادف للبراءة من كذا، بدليل قراءة «أبي السمّال العدوي البصري» «حاشا لله» بالتنوين، وهي قراءة شاذة «١» وهي عند «المبرّد، وابن جنّي، والكوفيين» فعل، قالوا: لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم إياها على الحرف. وقد ردّ «ابن هشام» ت ٧٦١ هـ- هذا القول بقوله: وهذان الدليلان ينافيان الحرفية، ولا يثبتان الفعلية اهـ- «٢».
قال ابن الجزري:
.......... وسجن أوّلا... افتح ظبى..........
المعنى: اختلف القراء في «السجن» الموضع الأول، من قوله تعالى: قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (سورة يوسف آية ٣٣).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظبى» وهو: «يعقوب» «السّجن» الموضع الأوّل خاصة بفتح السين، على أنه مصدر، أريد به «الحبس».
و «إليّ» متعلق ب «أحبّ» وليس «أحبّ» هنا على بابه، لأن نبيّ الله «يوسف» عليه السلام لم يحبّ ما يدعونه إليه قط.
(٢) انظر: مغني اللبيب لابن هشام ص ١٦٤.